library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

تحليل بيانات الزوار لتحسين استراتيجيات المتاحف وتعزيز تفاعل الزوار

نُـشر بواسطة هيام حايك on 07/10/2024 03:31:10 م

 

12871843e9

في ظل تطور مفهوم الثقافة كمنتج، تكتسب المتاحف والمؤسسات الثقافية دورًا جديدًا كمزودين لخدمات التعليم والترفيه والتفاعل الاجتماعي لجمهور متنوع، مما يتطلب تنظيم المحتوى الثقافي لتلبية احتياجات ومتطلبات مجموعات متعددة من الزوار. في هذا السياق، أصبح استخدام التكنولوجيا الرقمية أمرًا حتميًا لتعزيز هذه التجارب. من خلال تحليل بيانات الزوار، تستطيع المتاحف ليس فقط تحسين استراتيجياتها التشغيلية بل أيضًا تقديم تجارب مخصصة تتناسب مع تفضيلات الزوار واحتياجاتهم. هذا التحليل يساعد على تحسين أداء المتاحف، إذ يسهم في إدارة محتوى المعروضات بفعالية أكبر، وتقديم محتوى يعتمد على الموقع أو السياق بشكل يسهم في تعزيز التفاعل والارتباط العاطفي للزوار مع المعروضات.

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في عام 2023، بعنوان: " نهج شامل لتحسين أداء المتاحف وتجربة الزوار"، أن حوالي 78% من المتاحف اعتمدت أدوات تحليل البيانات لفهم سلوكيات الزوار وتفضيلاتهم بشكل أفضل، مما أدى إلى تحسين التفاعل وزيادة مستوى الرضا لدى الزوار بنسبة تصل إلى 20% في بعض الحالات. كما أشار تقرير “المسح السنوي لزوار المتاحف لعام 2023” الصادر عن التحالف الأمريكي للمتاحف، إلى أن تحليل البيانات يلعب دورًا حيويًا في تحديد الفجوات في التردد على المتاحف وفهم العوامل التي تؤثر على زيارة المتاحف بشكل متكرر. التقرير يبرز أهمية تحليل البيانات في تحسين استراتيجيات المتاحف وتقديم تجارب مخصصة للزوار. بالإضافة الي ذلك أكد التقرير أن استخدام البيانات يمكن أن يساعد المتاحف في تخصيص المعروضات والبرامج التعليمية لتلبية اهتمامات الزوار بشكل أفضل، وأن التحول نحو القرارات المستندة إلى البيانات لا يسهم فقط في تحسين تجربة الزوار، بل يسهم أيضًا في تحسين كفاءة العمليات وتقليل التكاليف التشغيلية.

جمع بيانات الزوار في المتاحف: الأساليب والتحديات

فهم احتياجات الزوار وتفاعلهم مع المعروضات يساعد المتاحف على تحسين العروض واستغلال المساحات بشكل أفضل، فيما يساهم تحليل البيانات في توجيه التسويق بشكل أدق وزيادة المبيعات من خلال تقديم منتجات وخدمات تتوافق مع اهتمامات الزوار. ومع تزايد أهمية جمع البيانات في المتاحف لفهم سلوك الزوار وتحسين تجربتهم، أصبحت المتاحف تعتمد على مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب للحصول على بيانات دقيقة تساعد في تحسين العمليات التشغيلية والتفاعلية. هذه الأساليب تتنوع بين الأدوات التقليدية مثل الاستبيانات وأخرى أكثر تطوراً مثل أجهزة الاستشعار والتذاكر الإلكترونية. يمكن تصنيف الطرق المختلفة لجمع البيانات إلى عدة أدوات رئيسة:

  1. الاستبيانات: تُعتبر الاستبيانات وسيلة فعالة لجمع الآراء حول موضوعات محددة. يمكن أن تتضمن الاستبيانات أسئلة مفتوحة لجمع الآراء، أو أسئلة متعددة الاختيارات لتقييم اهتمام الجمهور، مثل استكشاف المعارض الجديدة أو أوقات الفتح. يمكن توزيع الاستبيانات في المتحف أو عبر الإنترنت من خلال تطبيق أو نافذة منبثقة على الموقع الإلكتروني. كما يمكن تحفيز المشاركين من خلال تقديم خصومات أو دخول خاص إلى المتحف.

  2. تحليلات المواقع الإلكترونية: تُعدّ تحليلات حركة المرور على الموقع الإلكتروني وسيلة بسيطة لمتابعة وفهم الزوار الذين يتصفحون موقعك. غالبًا ما يقوم الزوار بزيارة موقعك أو حسابات التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات والتخطيط لزيارتهم. من خلال تثبيت أدوات مثل Google Analytics، يمكنك بسهولة مراقبة زوار الموقع ومعرفة تصنيفاتهم بناءً على الديموغرافيا وسلوك الموقع ...وغير ذلك من من الجوانب.

  3. وسائل التواصل الاجتماعي: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة من حيث التكلفة لإنشاء ملفات تعريفية لـ "معجبي" المتحف، وتقييم التفاعل الاجتماعي، والوصول إلى الجمهور المستهدف من خلال التسويق القائم على الاهتمامات.

  4. أجهزة الاستشعار : تُستخدم أجهزة الاستشعار المتقدمة لتتبع حركة الزوار داخل المتحف. هذه الأجهزة، مثل تقنية Bluetooth أو Wi-Fi، تتيح معرفة مسارات الزوار وتحديد الأماكن الأكثر زيارة. يمكن أيضًا استخدام تقنيات مثل الكاميرات لتحليل الأنماط السلوكية للزوار داخل المتحف.

  5. التذاكر الإلكترونية: تعتبر التذاكر الإلكترونية مصدرًا مهمًا لجمع بيانات الزوار. من خلال استخدام التذاكر الرقمية، يمكن للمتاحف تتبع عدد الزوار، وتكرار الزيارات، ومعلومات حول المجموعات الديموغرافية للزوار، مثل الفئات العمرية والمواقع الجغرافية.

التحديات المرتبطة بجمع البيانات:

الخصوصية وحماية البيانات: يعد الامتثال للقوانين المتعلقة بحماية خصوصية الأفراد (مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي) تحديًا رئيسًا. لضمان الامتثال، يجب أن تحصل المتاحف على موافقة واضحة من الزوار على جمع البيانات الشخصية وأن تتبع إرشادات صارمة في حماية البيانات.

التكلفة والبنية التحتية: قد يتطلب جمع البيانات عبر أجهزة الاستشعار أو التذاكر الإلكترونية استثمارات كبيرة في البنية التحتية التكنولوجية. على سبيل المثال قد تحتاج المتاحف إلى موارد إضافية لتثبيت الأجهزة والحفاظ على النظام وتحليل البيانات.

تحليل البيانات: جمع البيانات وحده لا يكفي. التحدي يكمن في كيفية تحليل هذه البيانات واستخدامها بشكل فعال لاتخاذ قرارات مستنيرة. يتطلب ذلك وجود فرق مؤهلة ومجهزة بأدوات تحليل البيانات المتقدمة لاستخراج رؤى قيمة.

بالرغم من كل هذه التحديات، يمكن للمتاحف التغلب عليها عبر التعاون مع مؤسسات تكنولوجية وأكاديمية لتطوير البنية التحتية اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، يسهم التدريب المستمر للعاملين على استخدام أدوات جمع وتحليل البيانات في تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات.

استخدام البيانات لتحسين استراتيجيات المتحف

تُعد البيانات أداة قوية لتحسين استراتيجيات المتحف وتعزيز تجربة الزوار. من خلال تحليل البيانات، يمكن للمتحف تحقيق العديد من الفوائد المهمة:

تخصيص تجربة الزوار:

باستخدام البيانات التي تم جمعها حول تفضيلات واهتمامات الزوار، يمكن للمتحف تقديم تجارب مخصصة تلبي احتياجات كل زائر بشكل فردي. على سبيل المثال، يمكن تخصيص الجولات الإرشادية أو تقديم محتوى تفاعلي يتناسب مع اهتمامات الزوار. هذا التخصيص يمكن أن يشمل تقديم معلومات إضافية حول المعروضات التي تهم الزائر، أو توفير تجارب تفاعلية تعتمد على تفضيلاتهم السابقة، مما يجعل الزيارة أكثر جاذبية وشخصية.

تحسين تخطيط المعارض:

من خلال تحليل حركة الزوار داخل المتحف، يمكن تحديد المناطق الأكثر زيارة والأقل زيارة. هذا يساعد في تحسين تخطيط المعارض ووضع القطع الفنية بشكل يجذب انتباه الزوار ويعزز من تجربتهم. على سبيل المثال، يمكن إعادة ترتيب المعروضات لتوجيه الزوار نحو مناطق معينة أو لتخفيف الازدحام في مناطق أخرى. كما يمكن استخدام هذه البيانات لتحديد أفضل المواقع لوضع اللوحات الإرشادية أو الأنشطة التفاعلية.

تحسين التسويق واستهداف الزوار:

باستخدام البيانات الديموغرافية، يمكن للمتحف تطوير استراتيجيات تسويقية موجهة تستهدف فئات محددة من الزوار. هذا يمكن أن يشمل حملات تسويقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني تستهدف مجموعات عمرية أو اهتمامات معينة. على سبيل المثال، يمكن إنشاء حملات ترويجية خاصة بالأسر أو الطلاب، أو تقديم عروض خاصة للأعضاء الجدد. هذا النوع من التسويق الموجه يمكن أن يزيد من فعالية الحملات التسويقية ويجذب المزيد من الزوار.

تحليل بيانات المبيعات:

من خلال تحليل بيانات مبيعات التذاكر والمنتجات في المتجر، يمكن للمتحف تطوير استراتيجيات لزيادة الإيرادات. على سبيل المثال، يمكن تحديد الأوقات الأكثر ازدحامًا وتقديم عروض خاصة أو تطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات الزوار. يمكن أيضًا استخدام هذه البيانات لتحديد الأنماط الموسمية في الزيارات والمبيعات، مما يساعد في التخطيط للفعاليات والمعارض المستقبلية بشكل أكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحليل تفضيلات الزوار في المتجر لتقديم منتجات جديدة تتناسب مع اهتماماتهم.

الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية :

يمكن للمتاحف تعزيز استراتيجياتها باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية لتخصيص العروض المستقبلية وتحسين تجربة الزوار. من خلال تحليل تفضيلات الزوار والبيانات السابقة، يمكن للنماذج التنبؤية توقع احتياجات الزوار وتخصيص المعروضات والأنشطة لتتناسب مع تلك التوقعات. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أنماط الزوار المتكررة وتقديم محتوى مخصص بناءً على سلوكهم السابق، مثل توجيههم نحو معروضات مشابهة لما أثار اهتمامهم في زيارات سابقة.

إضافة إلى ذلك، يسهم التحليل الفوري للبيانات في تحسين تجربة الزوار أثناء وجودهم في المتحف. عبر التطبيقات والمرشدين الذكيين، يمكن للزوار الحصول على محتوى فوري يتكيف مع تفضيلاتهم وحركتهم داخل المتحف في الوقت الفعلي، مما يسهل التنقل ويعزز من تفاعلهم مع المعروضات. بذلك، يمكن للمتاحف تقديم تجربة أكثر تخصيصًا وديناميكية تلبي احتياجات الزوار وتزيد من ارتباطهم بالمحتوى الثقافي المعروض.

أمثلة تطبيقية من متاحف عالمية

العديد من المتاحف الكبرى حول العالم قامت بتطبيق استراتيجيات تحليل بيانات الزوار بنجاح لتعزيز تجربة الزوار وزيادة التفاعل. إليك بعض الأمثلة:

متحف اللوفر (Louvre)
متحف اللوفر في باريس يعتبر من الأمثلة الرائدة في استخدام تقنية الخرائط الحرارية لتحليل حركة الزوار داخل المتحف. تُستخدم هذه التقنية لمراقبة تدفق الزوار وتحديد المناطق الأكثر ازدحامًا والأماكن التي يقضي فيها الزوار وقتًا أطول. من خلال هذه البيانات، يتمكن المتحف من تحسين تدفق الزوار وتقليل الازدحام في المناطق المشهورة، مثل قاعة الموناليزا، حيث قام المتحف بإعادة تصميم بعض المسارات الداخلية لتوزيع حركة الزوار بشكل أكثر توازنًا.

كما أن أجهزة استشعار البلوتوث تُستخدم لتحليل الأنماط السلوكية للزوار وتحديد المناطق الأقل زيارة، مما يتيح للمتحف تحسين تنظيم المعروضات لجذب الانتباه إلى تلك المناطق. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير تطبيقات هاتفية تقدم معلومات إضافية حول الأعمال الفنية الموجودة في المتحف، مما يوفر تجربة تعليمية وتفاعلية أكثر تميزًا. بفضل هذه الاستراتيجيات القائمة على البيانات، تحسنت تجربة الزوار بشكل ملحوظ، حيث أصبح التنقل داخل المتحف أكثر سلاسة، وتم تعزيز التفاعل مع المعروضات بشكل فعال.

متحف الفن الحديث (MoMA)
يعتمد متحف الفن الحديث في نيويورك (MoMA) على الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات الزوار باستخدام البيانات المجمعة من زياراتهم السابقة. تساعد هذه التحليلات المتحف في تقديم تجربة مخصصة، حيث يتلقى الزوار توصيات فورية للمعارض بناءً على اهتماماتهم. تطبيقات الهواتف الذكية التي يستخدمها المتحف تتيح جمع البيانات حول سلوك الزوار، مما يسمح بتخصيص المعروضات وتقديم تجارب تفاعلية تعزز من تجربة الزوار التعليمية.

كما يساهم تحليل هذه البيانات في تحسين تخطيط المعارض وتوجيه الزوار نحو المناطق الأقل ازدحامًا، ما يسهم في تقديم تجربة أكثر سلاسة وتفاعلاً مع المعروضات. بفضل هذه الاستراتيجيات، تمكن المتحف من زيادة التفاعل مع الزوار وتعزيز ارتباطهم الشخصي بالمحتوى الفني.

متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك

يعتمد متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك (The Met) على تحليل البيانات بشكل مكثف لفهم سلوكيات وتفضيلات زواره. قام المتحف بإنشاء لوحة تحكم رقمية تعرض بيانات في الوقت الفعلي حول عدد الزوار، الصفحات التي يتصفحونها على الموقع الإلكتروني، كيفية وصولهم إلى الموقع، بالإضافة إلى موقعهم الجغرافي. هذه البيانات تُستخدم لمراقبة الاتجاهات وتقييم تأثير المبادرات الرقمية المختلفة التي يطلقها المتحف.

من خلال تحليل هذه البيانات، استطاع المتحف تخصيص الأدلة الصوتية للزوار لتقديم تجربة تفاعلية وشخصية أكثر. يمكن للزوار الآن الحصول على معلومات مفصلة حول المعروضات التي تهمهم بشكل خاص، مما يعزز ارتباطهم بالمتحف. كما أسهمت البيانات في تحسين تخطيط المعارض وتوجيه الزوار نحو المناطق الأقل ازدحامًا، مما ساعد في تحسين تجربتهم وتقليل الازدحام في المناطق المشهورة داخل المتحف.

المتحف البريطاني (British Museum)

قام المتحف البريطاني في لندن باستخدام تحليلات الزوار لتطوير استراتيجيات تسويق موجهة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام. من خلال تحليل البيانات الديموغرافية للزوار، استطاع المتحف استهداف جمهور أصغر سنًا بحملات إعلانية مخصصة، مما أسفر عن زيادة الحضور بنسبة 30% بين الفئات العمرية المستهدفة. أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها في جذب جمهور جديد وزيادة التفاعل مع المتحف.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم المتحف تحليلات البيانات لفهم سلوكيات الزوار من خلال مصادر متعددة مثل تعليقات الزوار على Trip Advisor، بيانات الوصول إلى الواي فاي، وبيانات التعداد الذكية. يعتمد المتحف على تقنيات متقدمة مثل معالجة اللغة الطبيعية وتحليل السلاسل الزمنية لفهم ردود الفعل وسلوكيات الزوار بشكل أعمق.

 

انتقل بتجربة متحفك إلى مستوى جديد مع خبراء نسيج

من خلال تحليل سلوكيات الزوار وتخصيص المعروضات واستخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير استراتيجيات تسويق موجهة، يمكن للمتاحف تحقيق نجاح أكبر في جذب الجمهور. إذا كنت تسعى للاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة، ندعوك للتواصل مع الخبراء في نسيج لتقديم استشارات متخصصة وحلول مخصصة لتطوير متحفك والارتقاء بتجربة الزوار إلى مستوى جديد من التميز.

Topics: تحليل البيانات, التحليلات التنبؤية, المتاحف, متحف اللوفر, المؤسسات الثقافية, بيانات الزوار, تجربة الزوار