رغم ما تمرّ به المؤسسات الثقافية في العالم العربي من أزمات متراكمة، تعود المكتبات اليوم إلى الواجهة من جديد، لا بوصفها أماكن لحفظ الكتب فقط، بل باعتبارها فضاءات حيّة للمعرفة والانتماء. نحن نعيش لحظة تحوّل سريعة؛ فالتكنولوجيا تعيد تشكيل عادات القراءة، والإنترنت يفتح أبوابًا جديدة للتعلّم، والأجيال الناشئة لم تعد تنظر إلى الكتاب الورقي بالطريقة نفسها التي نظرت بها الأجيال السابقة. في هذا السياق، تجد المكتبة العربية نفسها اليوم أمام خيار حاسم: هل تبقى مبنى تقليديًّا صامتًا، أم تتحوّل إلى مساحة نابضة تخاطب احتياجات الناس المتغيّرة؟ فالمكتبة اليوم يمكن أن تكون مختبرًا للمهارات، ومركزًا للقاء والتفاعل، ومساحة للتعافي النفسي والاجتماعي، ومنصّة رقمية للتعلّم المفتوح، وبيتًا حيًّا للذاكرة والثقافة.